فصل: بَاب إفشاء السَّلَام من الْإِسْلَام:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تغليق التعليق على صحيح البخاري



قوله فِي:

.بَاب إفشاء السَّلَام من الْإِسْلَام:

وَقَالَ عمار ثَلَاث من جمعهن فقد جمع الْإِيمَان الْإِنْصَاف من نَفسك وبذل السَّلَام للْعَالم والإنفاق من الإقتار.
أخبرنَا بذلك عبد الله بن عمر الحلاوي قِرَاءَة عَلَيْهِ أخْبركُم يَحْيَى بن يُوسُف الْمَقْدِسِي إجَازَة إِن لم يكن سَمَاعا عَن عبد الْوَهَّاب بن رواج الإسْكَنْدراني أَن عبد الْوَاحِد بن عَسْكَر أخْبرهُم أَنا مرشد بن يَحْيَى الْمَدِينِيّ أَنا عَلِيّ بن مُحَمَّد الْفَارِسِي ثَنَا الْحسن بن رَشِيق العسكري ثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْعَلَاء ثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عُثْمَان الْعَبْسِي ثَنَا وَكِيع ثَنَا سُفْيَان هُوَ الثَّوْريّ عَن أبي إِسْحَاق عَن صلَة بن زفر عَن عمار بن يَاسر قَالَ ثَلَاث فَذكره سَوَاء.
رَوَاهُ أَحْمد فِي الْإِيمَان لَهُ عَن يَحْيَى الْقطَّان وَابْن مهْدي كِلَاهُمَا عَن سُفْيَان بِهِ.
وَكَذَا رَوَاهُ ابْن حبَان فِي كتاب رَوْضَة الْعُقَلَاء عَن أبي خَليفَة عَن مُحَمَّد بن كثير عَن سُفْيَان وتابعهم يُوسُف بن أَسْبَاط عَن سُفْيَان.
ورويناه أَيْضا من طَرِيق يُوسُف عَن أبي إِسْحَاق بِلَا وَاسِطَة وَفِيه زِيَادَة أنبئت عَن أبي مُحَمَّد البرزالي أَنا ابْن الدرجي عَن أبي جَعْفَر الصيدلاني أَنا الْحداد أَنا أَحْمد بن مُحَمَّد بن زمرده أَنا عبد الْوَهَّاب بن الْحُسَيْن الْكلابِي أَنا ابْن جوصا ثَنَا عبد الله بن حبيق ثَنَا يُوسُف بن أَسْبَاط عَن أبي إِسْحَاق بِهِ وَزَاد: «وَمن ضيعهن فقد ضيع الْإِيمَان».
وَرَوَاهُ عَن أبي إِسْحَاق أَيْضا شُعْبَة وَزُهَيْر بن مُعَاوِيَة وَأَخُوهُ حديج وَمعمر بْن رَاشد وَهَارُون بن سعد وَفطر بن خَليفَة وَغَيرهم.
وَقد وَقع لنا بعلو من حَدِيث شُعْبَة قَرَأت عَلَى أبي الْحسن عَلِيّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْعدْل بالصالحية قلت لَهُ قرئَ عَلَى زَيْنَب بنت الْكَمَال وَأَنت تسمع عَن يَحْيَى بْن أبي السُّعُود قَالَ قرئَ عَلَى شهدة بنت أَحْمد بن عمر وَأَنا أسمع أَن الْحُسَيْن بن أَحْمد بن طَلْحَة أخْبرهُم أَنا أَبُو عمر بن مهْدي أَنا مُحَمَّد بن أَحْمد بن يَعْقُوب بْن شيبَة أَنا جدي ثَنَا وهب بن جرير بن حَازِم ثَنَا شُعْبَة عَن أبي إِسْحَاق عَن صلَة بن زفر عَن عمار بن يَاسر أَنه قَالَ: «ثَلَاث من كن فِيهِ فقد اسْتكْمل الْإِيمَان» فَذكره.
وَبِه إِلَى يَعْقُوب بن شيبَة ثَنَا الْحسن بن مُوسَى ثَنَا زُهَيْر بن مُعَاوِيَة عَن أبي إِسْحَاق بِمَعْنَاهُ.
وقرأن عَلَى أَحْمد بن الْحسن بن مُحَمَّد السويداوي بِالْقَاهِرَةِ أخْبركُم يَحْيَى بن يُوسُف الْمَقْدِسِي إجَازَة إِن لم يكن سَمَاعا عَن أبي الْحسن عَلِيّ بن هبة الله الْفَقِيه قَالَ قرئَ عَلَى شهدة بنت أَحْمد بن عمر الإبري وَأَنا أسمع أَن الْحُسَيْن بن أَحْمد النعالي أخْبرهُم أَنا أَبُو الْحُسَيْن بن بَشرَان أَنا إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد الصفار ثَنَا أَحْمد بن مَنْصُور الرَّمَادِي ثَنَا عبد الرَّزَّاق أَنا معمر عَن أبي إِسْحَاق نَحوه وَهَذَا مَوْقُوف صَحِيح.
وَقد رُوِيَ مَرْفُوعا أخبرنَا بِهِ أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن عَلِيّ بن مُحَمَّد بن عقيل أَنا عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الحميد الْمَقْدِسِي أَنا أَبُو الْعَبَّاس بن نعْمَة أَنا يَحْيَى بْن مَحْمُود أَنا إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد التَّيْمِيّ أَنا أَحْمد بن عَلِيّ الْمُقْرِئ.
(ح) وأخبرناه عَالِيا أَبُو بكر بن أبي عمر أَن احْمَد بن أبي طَالب أخبرهُ عَن أبي الْفضل بن السباك أَن أَبَا الْفَتْح بن البطي أخبرهُ أَنا أَبُو بكر بن عَلِيّ الْمُقْرِئ أَنا هبة الله بن الْحسن الطَّبَرِيّ ثَنَا عَلِيّ بن مُحَمَّد بن عمر الرَّازِيّ أَنا عبد الرَّحْمَن بن أبي حَاتِم ثَنَا الْحسن بن عبد الله الوَاسِطِيّ إِمَام مَسْجِد الْعَوام أَنا عبد الرَّزَّاق ثَنَا معمر عَن أبي إِسْحَاق عَن صلَة بن زفر عَن عمار بن يَاسر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ثَلَاث من كن فِيهِ وجد حلاوة الْإِيمَان الْإِنْفَاق من الإقتار والإنصاف من نَفسك وبذل السَّلَام للْعَالم».
وأنبئت عَن الْحَافِظ أبي الْحجَّاج الْمزي أَن أَحْمد بن شَيبَان أخبرهُ أَنا عمر بْن مُحَمَّد بن طبرزد أَنا هبة الله بن عبد الله أَنا أَبُو الْغَنَائِم بن الْمَأْمُون أَنا عَلِيّ بْن عمر الْحَرْبِيّ أَنا أَحْمد بن كَعْب ثَنَا الْحسن بن عبد الله الْكُوفِي ثَنَا عبد الرَّزَّاق بِهِ.
وأنبئت عَمَّن سمع الْمُسلم بن أَحْمد النصيبي أَن عَلِيّ بن الْحسن الْفَقِيه أخبرهُ أَنا أَبُو الْقَاسِم النسيب أَنا مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الكنجروذي أَنا يُوسُف بن الْقَاسِم الميحانجي أَنا عبد الرَّحْمَن بن أبي حَاتِم فَذكر الحَدِيث بِهَذَا الْإِسْنَاد وَقَالَ هَذَا حَدِيث خطأ إِنَّمَا هُوَ مَوْقُوف عَن عمار رَوَاهُ جمَاعَة الثَّوْريّ وَشعْبَة وَزُهَيْر فَمن دونهم كلهم مَوْقُوف قَول عمار وَلَيْسَ لرفعه مَعْنَى.
وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو بكر الْبَزَّار فِي مُسْنده عَن الْحسن بن عبد الله الْكُوفِي عَن عبد الرَّزَّاق فوافقناه فِيهِ بعلو وَقَالَ رَوَاهُ غير وَاحِد عَن أبي إِسْحَاق عَن صلَة عَن عمار مَوْقُوفا وأسنده هَذَا الشَّيْخ عَن عبد الرَّزَّاق انْتَهَى.
وَقَالَ ابْن أبي حَاتِم فِي الْعِلَل سَأَلت أبي وَأَبا زرْعَة عَن هَذَا الحَدِيث فَقَالَا هَذَا خطأ وَقَالَ أَبُو زرْعَة لَا أعرف هَذَا الحَدِيث من حَدِيث معمر ثمَّ قَالَ من يَقُول هَذَا قلت حَدثنَا شيخ بواسط يُقَال لَهُ ابْن الْكُوفِي عَن عبد الرَّزَّاق.
قلت لم يتفرد بِهِ الْحسن بن الْكُوفِي كَمَا يشْعر بِهِ كَلَامهم بل تَابعه عَلَى رَفعه مُحَمَّد بن الصَّباح الصغاني رَوَاهُ ابْن الْأَعرَابِي فِي مُعْجَمه عَنهُ فَالظَّاهِر أَن الْوَهم فِيهِ من عبد الرَّزَّاق لِأَن هذَيْن مِمَّن سمع مِنْهُ بِأخرَة.
رَوَاهُ ابْن شاهين فِي خِصَال الْإِيمَان من طَرِيق مُصعب بن سَلام عَن حَمْزَة الزيات عَن أبي إِسْحَاق عَن الْبَراء عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْطَأَ فِيهِ من وَجْهَيْن وَالله الْمُوفق.
قلت وَقد رُوِيَ مَرْفُوعا من وَجه آخر من حَدِيث عمار أخبرنَا أَحْمد بن الْحسن السويداوي أَن أَحْمد بن كشتغدي أخْبرهُم أَن أَنا أَبُو الْفرج بْن الصيقل أَنا أَحْمد بن مُحَمَّد التَّيْمِيّ فِي كِتَابه أَن الْحسن بن أَحْمد الْحداد أَنا أَبُو نعيم ثَنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد ثَنَا الْعَبَّاس بن حمدَان ثَنَا مُحَمَّد بن سعيد بْن سُوَيْد الْكُوفِي حَدثنِي أبي عَن عبد الرَّحْمَن بن إِسْحَاق عَن الْقَاسِم عَن أبي أُمَامَة عَن عمار بن يَاسر قَالَ ثَلَاث خلال من جمعهن فقد جمع الْإِيمَان فَقَالَ لَهُ بعض أَصْحَابه يَا أَبَا الْيَقظَان مَا هَذِه الْخلال الَّتِي زعمت أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «من جمعهن فقد جمع الْإِيمَان» فَقَالَ عمار عِنْد ذَلِك سمعته يَقُول فَذكر الحَدِيث وَهَذَا الْإِسْنَاد ضَعِيف أيضا وَالله أعلم.
وَرَوَاهُ الخرائطي فِي مَكَارِم الْأَخْلَاق من طَرِيق سكين أبي سراج قَالَ: سَمِعت الْحسن يحدث عَن عمار بن يَاسر أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يستكمل العَبْد الْإِيمَان حَتَّى يكون فِيهِ ثَلَاث خِصَال» فَذكرهَا وَفِي إِسْنَاده انْقِطَاع ومقال.
قوله فِيهِ:
عقب حَدِيث [34] الثَّوْريّ عَن الْأَعْمَش عَن عبد الله بن مرّة عَن مسوق عَن عبد الله بن عَمْرو: «أَربع من كن فِيهِ كَانَ منافقا خَالِصا» الحَدِيث تَابعه شُعْبَة عَن الْأَعْمَش انْتَهَى.
أسْندهُ الْمُؤلف فِي الْمَظَالِم من حَدِيث غنْدر عَن شُعْبَة.
قوله:

.بَاب الدَّين يسر:

وَقَول النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أحب الدَّين إِلَى الله الحنيفية السمحة».
أخبرنَا عبد الله بن عمر الحلاوي أَنا أَحْمد بن مُحَمَّد حفنجلة أَنا عبد اللَّطِيف الْحَرَّانِي أَنا أَبُو مُحَمَّد بن صاعد أَنا أَبُو الْقَاسِم الْكَاتِب أَنا الْحسن بن عَلِيّ الْمَذْهَب أَنا أَبُو بكر بن مَالك ثَنَا عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد حَدثنِي أبي ثَنَا يزِيد بن هَارُون أَنا مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن دَاوُد بن الْحصين عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: «قيل لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَي الْأَدْيَان أحب إِلَى الله قَالَ الحنيفية السمحة».
رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي كِتَابه الْأَدَب الْمُفْرد عَن صَدَقَة بن الْفضل عَن يزِيد بن هَارُون.
وَهَكَذَا رَوَاهُ عبد الْأَعْلَى وَعبد الرَّحْمَن بن مغراء وَعلي بن مُجَاهِد وَغَيرهم عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق وَلم أره من حَدِيثه إِلَّا مُعَنْعنًا وَله شَاهد من مُرْسل صَحِيح الْإِسْنَاد قَالَ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات أَنا عَارِم بن الْفضل ثَنَا حَمَّاد بن زيد ثَنَا مُعَاوِيَة بن عَيَّاش الْجرْمِي عَن أبي قلَابَة فَذكره فِي قصَّة.
وَله شَاهد آخر صَحِيح مُرْسل أَيْضا وَرَوَاهُ أَبُو الْيَمَان فِي نسخته عَن شُعَيْب عَن الزُّهْرِيّ عَن عمر بن عبد الْعَزِيز عَن أَبِيه عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه سُئِلَ عَن الدَّين أيه أفضل فَقَالَ: «الحنيفية السمحة».
أنبئته عَن غير وَاحِد مِنْهُم أَبُو الرّبيع بن قدامَة عَن إِبْرَاهِيم بن مَحْمُود الْأَزجيّ أَنا عبد الْحق بن عبد الْخَالِق اليوسفي أَنا هبة الله بن أَحْمد أَنا أَبُو الْقَاسِم بن بَشرَان أَنا أَبُو سهل بن زِيَاد الْقطَّان ثَنَا عبد الْكَرِيم بن الْهَيْثَم ثَنَا أَبُو الْيَمَان بِهِ.
رَوَاهُ أَحْمد فِي الزّهْد من طَرِيق معمر عَن الزُّهْرِيّ.
وَرَوَاهُ عبد الله بن أَحْمد فِي زيادات الزّهْد عَن مُحَمَّد بن عَوْف عَن أبي الْيَمَان.
وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث عمر بن عبد الْعَزِيز عَن أَبِيه عَن جده وَفِي إِسْنَاده عبد الْعَزِيز بن أبان وَهُوَ مَتْرُوك وَلم يخرج الحَدِيث عَن كَونه مُرْسلا لِأَن مَرْوَان جد عمر بن عبد الْعَزِيز لَا يَصح لَهُ صُحْبَة وَلَا سَماع.
وَله شَاهد آخر مُرْسل قَالَ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه أخبرنَا ابْن أبي رواد عَن مُحَمَّد بن وَاسع عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم.
وَقَالَ الإِمَام أَحْمد حَدثنَا سُلَيْمَان بن دَاوُد ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن أبي الزِّنَاد عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: «وضع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذقني عَلَى مَنْكِبَيْه لأنظر إِلَى رمي الْحَبَشَة حَتَّى كنت الَّتِي مللت فَانْصَرَفت عَنْهُم».
قَالَ عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه قَالَ لي عُرْوَة إِن عَائِشَة قَالَت: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمئِذٍ: «لتعلم يهود أَن فِي ديننَا فسحة إِنِّي أرْسلت بحنيفية سَمْحَة» هَذَا الْإِسْنَاد حسن.
وَفِي الْبَاب عَن أبي بن كَعْب وَجَابِر وَابْن عمر وَأبي أُمَامَة وَأبي هُرَيْرَة وأسعد بن عبد الله الْخُزَاعِيّ وَغَيرهم.
قوله:

.بَاب كفران العشير وَكفر دون كفر:

فِيهِ عَن أبي سعيد عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْتَهَى.
كَأَنَّهُ يُشِير إِلَى حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ فِي خطْبَة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْعِيد وَقوله للنِّسَاء: «تصدقن» وَفِيه: «تكثرن اللَّعْن وتكفرن العشير» وَقد أسْندهُ الْمُؤلف فِي الْحيض بِتَمَامِهِ من طَرِيق عِيَاض عَنهُ.
وَأما قوله: «كفر دون كفر» فَوَجَدته من قَول عَطاء.
قَالَ إِسْمَاعِيل القَاضِي فِي أَحْكَام الْقُرْآن لَهُ حَدثنَا نصر بن عَلِيّ ثَنَا أَبُو أَحْمد عَن سُفْيَان عَن ابْن جريح عَن عَطاء فِي قوله: {وَمن لم يحكم بِمَا أنزل الله} [44 الْمَائِدَة] قَالَ كفر دون كفر وظلم دون ظلم وَفسق دون فسق.
رَوَاهُ أَحْمد فِي كتاب الْإِيمَان لَهُ عَن وَكِيع عَن سُفْيَان وَرُوِيَ فِيهِ عَن وَكِيع عَن سُفْيَان عَن معمر عَن ابْن طَاوس عَن أَبِيه عَن ابْن عَبَّاس مَعْنَاهُ.
قوله:

.بَاب حسن إِسْلَام الْمَرْء:

[41] قَالَ مَالك أَخْبرنِي زيد بن أسلم أَن عَطاء بن يسَار أخبرهُ أَن أَبَا سعيد الْخُدْرِيّ أخبرهُ أَنه سمع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: «إِذا أسلم العَبْد فَحسن إِسْلَامه يكفر الله عَنهُ كل سَيِّئَة كَانَ زلفها وَكَانَ بعد ذَلِك الْقصاص الْحَسَنَة بِعشر أَمْثَالهَا إِلَى سَبْعمِائة ضعف والسيئة بِمِثْلِهَا إِلَّا أَن يتَجَاوَز الله عَنْهَا» هَكَذَا علقه وَاخْتصرَ مِنْهُ ألفاظا.
وَقد وَصله الْحَافِظ أَبُو ذَر الْهَرَوِيّ فِي رِوَايَته للصحيح فَقَالَ عقب هَذَا الحَدِيث الْمُعَلق أخبرنَا النضروي يَعْنِي الْعَبَّاس بن الْفضل ثَنَا الْحُسَيْن بن إِدْرِيس ثَنَا هِشَام بن خَالِد ثَنَا الْوَلِيد بن مُسلم عَن مَالك بِهَذَا الحَدِيث كَذَا قَالَ وَلم يسق لَفظه.
فَأخْبرنَا بِهِ تَاما أَبُو بكر بن إِبْرَاهِيم الْمَقْدِسِي عَن أبي نصر بن الْعِمَاد أَن عَلِيّ بْن عبد الرَّحْمَن الْجَوْزِيّ كتب إِلَيْهِم أَنا يَحْيَى بن ثَابت بن بنْدَار أَنا أبي أَنا أَبُو بكر بن غَالب أَنا أَبُو بكر أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الْفَقِيه الْإِسْمَاعِيلِيّ أَخْبرنِي عبد الله بن مُحَمَّد بن مُسلم.
(ح) وَأخْبرنَا أَحْمد بن أبي بكر الْمَقْدِسِي فِي كِتَابه عَن إِسْحَاق بن يَحْيَى الْآمِدِيّ أَن يُوسُف بن خَلِيل الادمي أخبرهُ أَنا يَحْيَى بن أسعد بن بوش أَنا أَبُو طَالب بن يُوسُف أَنا أَبُو مُحَمَّد الْجَوْهَرِي أَنا مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل أَنا أَحْمد بن عَلِيّ بن شُعَيْب الْمَدَائِنِي قَالَا: أَنا يُونُس بن عبد الْأَعْلَى حَدثنِي يَحْيَى بن عبد الله بن بكير وَاللَّفْظ لَهُ.
(ح) وقرأته عَالِيا عَلَى فَاطِمَة بنت مُحَمَّد بْن عبد الْهَادِي عَن مُحَمَّد بن أبي الْفضل الشِّيرَازِيّ أَن مَحْمُود بن إِبْرَاهِيم بن مَنْدَه كتب إِلَيْهِم أَنا الْحسن بن الْعَبَّاس الْفَقِيه أَنا أَبُو عَمْرو بن أبي عبد الله بن مَنْدَه أَنا أبي أَنا أَحْمد بن الْحسن ثَنَا روح بن الْفرج ثَنَا زيد بن بشر قَالَا: ثَنَا عبد الله بن وهب.
(ح) وأخبرناه عَالِيا جدا أَبُو بكر بن الْعِزّ بن قدامَة عَن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْفَارِسِي أَن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد الْمَدِينِيّ كتب إِلَيْهِم أَنا أَبُو الْخَيْر مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر الباغبان أَنا إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الطيان أَنا إِبْرَاهِيم بن عبد الله بْن خرشيد قوله الْأَصْبَهَانِيّ ثَنَا أَبُو بكر عبد الله بن مُحَمَّد بن زِيَاد ثَنَا أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن وهب حَدثنِي عمي أَنا مَالك عَن زيد بن أسلم عَن عَطاء بن يسار عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذا أسلم العَبْد فَحسن إِسْلَامه كفر الله عَنهُ كل سَيِّئَة كَانَ زلفها وَكتب لَهُ كل حَسَنَة كَانَ زلفها ثمَّ كَانَ الْقصاص الْحَسَنَة بِعشر أَمْثَالهَا إِلَى سَبْعمِائة ضعف والسيئة بِمِثْلِهَا إِلَّا أَن يتَجَاوَز الله».
وَبِه إِلَى ابْن خرشيد قوله ثَنَا أَبُو بكر النَّيْسَابُورِي ثَنَا يُونُس بن عبد الْأَعْلَى نَحوه رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي غرائب مَالك عَن أبي بكر النَّيْسَابُورِي عَن يُونُس فوافقناه بعلو وَأخْبرنَا أَبُو بكر بن إِبْرَاهِيم الْمَقْدِسِي بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم آنِفا إِلَى الْإِسْمَاعِيلِيّ ثَنَا مُوسَى بن الْعَبَّاس الْجُوَيْنِيّ ثَنَا إِبْرَاهِيم بن سُلَيْمَان البرسلي وَمُحَمّد بْن إِسْمَاعِيل التِّرْمِذِيّ قَالَا: ثَنَا إِسْحَاق بن مُحَمَّد الْفَروِي عَن مَالك نَحوه.
وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده عَن عبد الله بن شبيب عَن إِسْحَاق الْفَروِي بِهِ وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي غرائب مَالك عَن أبي بكر الشَّافِعِي عَن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل التِّرْمِذِيّ بِهِ.
وَقَالَ الْبَزَّار لَا نعلم رَوَاهُ عَن زيد بن أسلم عَن عَطاء عَن أبي سعيد إِلَّا مَالك.
وقرأت عَلَى فَاطِمَة بنت الْعِزّ بِدِمَشْق عَن سُلَيْمَان بن حَمْزَة أَن الضياء أخْبرهُم أَنا أَبُو جَعْفَر الصيدلاني أَنا أَبُو عَلِيّ الْحداد أَنا أَبُو نعيم أَنا عبد الله بن جَعْفَر ثَنَا إِسْمَاعِيل بن عبد الله ثَنَا أَحْمد بن عبد الله ثَنَا أَحْمد بن صَالح قَالَ قَرَأت عَلَى عبد الله بن نَافِع أَن مَالِكًا حَدثهُ عَن زيد بن أسلم نَحوه وَزَاد فِي آخِره: «إِلَّا أَن يغْفر الله وَهُوَ الغفور» رَوَاهُ الْحسن بن سُفْيَان فِي مُسْنده عَن حميد بن قُتَيْبَة عَن عبد الله بن نَافِع بِهِ وَرَوَاهُ الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي مستخرجه عَن الْحسن.
وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي غرائب مَالك عَن الْحسن بن رَشِيق عَن الْعَبَّاس بن مُحَمَّد الدوري عَن أَحْمد بن صَالح بِهِ.
وقرأت عَلَى مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن منيع بصالحية دمشق أَخْبَرتكُم زَيْنَب بنت أَحْمد المقدسية إجَازَة ان لم يكن سَمَاعا عَن يُوسُف بن خَلِيل الْحَافِظ أَن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الْأَصْبَهَانِيّ عَن أبي عَلِيّ الْمُقْرِئ أَنا أَحْمد بن عبد الله أَبُو نعيم ثَنَا أَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانِيّ ثَنَا عمر بن أبي الطَّاهِر ثَنَا عبد الْعَزِيز بن يَحْيَى ثَنَا مَالك نَحوه وَلم يقل فِيهِ: «فَحسن إِسْلَامه» وَزَاد فِيهِ: «وَقيل لَهُ اسْتَأْنف الْعَمَل» رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي غرائب مَالك عَن الطَّبَرَانِيّ إجَازَة فوافقناه بعلو.
وَأخْبرنَا أبو هُرَيْرَة بن الْحَافِظ أبي عبد الله الذَّهَبِيّ إجَازَة غير مرّة أَن أَبَاهُ أخبرهُ أَنا إِسْمَاعِيل بن عبد الرَّحْمَن أَنا أَبُو المحاسن بن السَّيِّد أَنا الْخضر بن الْحُسَيْن بن عَبْدَانِ أَنا الْقَاسِم بن أبي الْعَلَاء أَنا مُحَمَّد بن عبد السَّلَام أَنا مُحَمَّد بن سُلَيْمَان أَنا عَلِيّ بن الْحُسَيْن الْجُهَنِيّ ثَنَا هِشَام بن خَالِد ثَنَا الْوَلِيد بن مُسلم عَن مَالك عَن زيد بن أسلم عَن عَطاء بن يسَار عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «من أسلم وَحسن إِسْلَامه كتب الله لَهُ كل مَا ازدلف من الْحَسَنَات ومحا عَنهُ مَا ازدلف من السَّيِّئَات وَمَا عمل من حَسَنَة كَانَ لَهُ بهَا عشر حَسَنَات إِلَى سَبْعمِائة وَمَا عمل من سَيِّئَة كتب عَلَيْهِ سَيِّئَة إِلَّا أَن يعْفُو الله عَنهُ».
تَابعه الْحُسَيْن بن إِدْرِيس عَن هِشَام بن خَالِد كَمَا تقدم وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ عَن أَحْمد بن الْمُعَلَّى عَن صَفْوَان بن صَالح عَن الْوَلِيد.
وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي غرائب مَالك من حَدِيث هِشَام بن خَالِد وَصَفوَان بن صَالح.
وأسنده الدَّارَقُطْنِيّ من حَدِيث طَلْحَة بن يَحْيَى بن النُّعْمَان بن أبي عَيَّاش الزرقي وَإِبْرَاهِيم بن الْمُخْتَار وزين بن شُعَيْب كلهم عَن مَالك.
وَقَالَ الْخَطِيب فِي الروَاة عَن مَالك فِي تَرْجَمَة طَلْحَة بعد أَن أورد هَذَا الحَدِيث من طَرِيقه هَذَا الحَدِيث ثَابت من حَدِيث مَالك.
وأنبئت عَمَّن سمع عَلِيّ بن أَحْمد السَّعْدِيّ عَن عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحْمَن الشعري أَن زَاهِر بن طَاهِر أخبرهُ أَنا أَبُو بكر أَحْمد بن الْحُسَيْن الْحَافِظ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب شعب الْإِيمَان لَهُ أَنا أَبُو جَعْفَر بن كَامِل الْمُسْتَمْلِي وَأَبُو نصر عمرابْن عبد الْعَزِيز بن قَتَادَة قَالَا: أَنا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن إِسْحَاق الضبعِي ثَنَا الْحسن بْن عَلِيّ السّري ثَنَا إِسْمَاعِيل بن أبي أويس حَدثنِي مَالك بِهِ لم يخرج الدَّارَقُطْنِيّ طَرِيق إِسْمَاعِيل وَمِمَّنْ رَوَاهُ عَن مَالك أَيْضا سعيد بن دَاوُد لكنه لم يحفظ مَتنه.
فأنبئت عَن غير وَاحِد عَن عَلِيّ بن الْحُسَيْن النجار أَنا الْمُبَارك بن الْحسن الشهرزوري فِي كِتَابه عَن أبي الْحُسَيْن بن الْمُهْتَدي بِاللَّه وَغَيره أَنبأَنَا أَبُو الْحسن الدَّارَقُطْنِيّ ثَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر المطيري ثَنَا أَحْمد بن عبد الله بن زِيَاد ثَنَا سعيد بن دَاوُد الزنبري ثَنَا مَالك عَن زيد بن أسلم عَن عَطاء بن يسَار عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذا أسلم العَبْد خرج من ذنُوبه كَيَوْم وَلدته أمه».
فاتفق هَؤُلَاءِ وهم عشرَة عَلَى هَذَا الْإِسْنَاد وَخَالفهُم معن بن عِيسَى عَن مَالك فَجعله عَن أبي هُرَيْرَة لَكِن الرَّاوِي لَهُ عَن معن بن عِيسَى ضَعِيف وَخَالف مَالِكًا سُفْيَان بن عُيَيْنَة فَأرْسلهُ لم يذكر فِيهِ أَبَا سعيد وَلَا أَبَا هُرَيْرَة.
وَقد وَقع لنا بعلو من حَدِيث سُفْيَان أخبرناه أَحْمد بن خَلِيل فِي كِتَابه أَن عبد الله بن الْحُسَيْن بن أبي التائب أخبرهُ أَنا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد الرشيد الْعِرَاقِيّ عَن الْحَافِظ أبي طَاهِر السلَفِي أَنا أَبُو الْخطاب بن البطر أَنا عمر بن أَحْمد العكبري أَنا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن يَحْيَى بن عمر بن عَلِيّ أَنا جد أبي عَلِيّ بن حَرْب الطَّائِي.
(ح) وأخبرناه أَبُو هُرَيْرَة بن الْحَافِظ أبي عبد الله الذَّهَبِيّ إجَازَة غير مرّة أَن يَحْيَى بن مُحَمَّد بن سعد أخبرهُ أَنا الْحسن بن مُحَمَّد بن الصَّباح فِي كِتَابه أَنا عبد الله بن رِفَاعَة الْكَرْخِي أَنا أَبُو الْحسن الخلعي أَنا عبد الرَّحْمَن بن عمر الْبَزَّار أَنا أَبُو سعيد بن الْأَعرَابِي ثَنَا سَعْدَان بن نضر قَالَا: ثَنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن زيد بن أسلم عَن عَطاء بن يسَار يخبر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذا أسلم العَبْد فَأحْسن إِسْلَامه يقبل الله كل حَسَنَة زلفها وَكفر عَنهُ كل سَيِّئَة زلفها وَكَانَ فِي الْإِسْلَام مَا كَانَ الْحَسَنَة بِعشر أَمْثَالهَا إِلَى سَبْعمِائة ضعف والسيئة بِمِثْلِهَا أَو يغفرها الله عَزَّ وَجَلَّ».
وَهَكَذَا رَوَاهُ الشَّافِعِي وَغَيره عَن ابْن عُيَيْنَة.
وَهَذَا الْإِرْسَال لَيْسَ بعلة قادحة لِأَن مَالِكًا أحفظ لحَدِيث أهل الْمَدِينَة من غَيره فَقوله أولَى وَالله أعلم.